تاريخ النشر: 07/03/2022

تدين القسط حكم الإعدام الجديد الصادر بحق الشاب السعودي عبد الله الحويطي، على خلفية جرائم يزعم ارتكابه إياها عندما لم يتجاوز عمره 14 عامًا، في استمرار لممارسة السلطات السعودية باستخدام عقوبة الإعدام ضد القاصرين، رغم ما أعلنته جهات تابعة لها عن إلغاء هذه الممارسة. 

 وكانت محكمة الجنايات في تبوك قد أصدرت في 2 مارس 2022، حكمها بالإعدام قصاصًا بحقّ عبدالله الحويطي، وذلك بعد سبق ألغت المحكمة العليا في نوفمبر 2021 حكمًا بالإعدام بموجب حدّ الحرابة بحقّ الحويطي أصدرته محكمة جنايات تبوك في نوفمبر 2019، وذلك رغم أن الدعاوى الموجهة إليه معنية بجرائم (القتل والسطو المسلح) يزعم ارتكابه إياها عندما كان عمره 14 عامًا لا أكثر، إثر محاكمةٍ جائرة شابتها العديد من انتهاكات الضمانات الدولية للمحاكمة العادلة، كاعتماد اعترافاتٍ انتزعت منه بالإكراه والتعذيب.

وفي خضم الانتقادات الدولية للسجل الحقوقي المزري للسلطات السعودية، اتجهت إلى تلميع صورتها بالإعلان عن بعض الإصلاحات في الأعوام الأخيرة، وما نصّت عليه الإعلانات لم يبلغ أدنى المستويات المطلوبة، ففي عام 2020، أصدرت السلطات أمرًا ملكيًّا يقضي بإنهاء تطبيق حكم الإعدام بحقّ الأحداث (القاصرين)، ليتبين احتواؤه منافذ وثغرات تتيح للقضاة تطبيقها، منها استثناءُ تطبيقه بموجب الحدود أو القصاص، كما في قضية الحويطي، واستثناء القضايا المرفوعة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الذي بموجبه أُعدِم الشاب مصطفى هاشم درويش في 15 يونيو 2021، على خلفية جرائم زعم ارتكابه إياها عندما كان عمره 17 عامًا.

ورغم هذه الثغرات التي تتيح استمرار الوضع السابق، أصدرت هيئة حقوق الإنسان التابعة للسلطات السعودية بيانًا نصّ على أنه "لن يتم إعدام أي شخص في السعودية لارتكابه جرائم عندما كان قاصرا"، رغم تضارب ممارسة السلطات، إذ خففت أحكامًا بالإعدام أنزلت سابقًا بحق قاصرين، منهم علي النمر وداوود المرهون وعبدالله الزاهر، بعد ضغط دوليٍّ شديد، ونفذت أحكام أخرى، مثل حالة الدرويش، وأخرى تنتظر التنفيذ، كما في حالة الحويطي، في تضاربٍ يبين دوافعَ غير نظامية لقرارات تنفيذ الأحكام وتخفيفها.

تدعو منظمة القسط السلطات السعودية إلى ضرورة مراجعة حكم الإعدام الصادر بحق عبدالله الحويطي، إلى جانب التحقيق في الانتهاكات التي حدثت له أثناء الاحتجاز والتحقيق، وإلغاء الحكم الصادر ضد، كما تدعو إلى وقف استخدام عقوبة الإعدام ضد القاصرين بهدف إلغائها بصورة نهائية. 

مشاركة المقال
ناشط سعودي طالب لجوء في بلغاريا معرّض لخطر الترحيل
يخضع الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي لأمر ترحيل من بلغاريا إلى السعودية، حيث سيكون عرضة لخطر كبير من الاحتجاز التعسفي وغيره من الانتهاكات الجسيمة للحقوق.
اعتقالات وحل مجلس إدارة نادٍ في السعودية على خلفية أهازيج جمهوره
على عكس ما تدعيه السعودية عن انفتاحها، واستمراراً لنهجها في خنق حرية التعبير وحرية المعتقد، اتخذت السلطات موقفا متشددا ضد نادي الصفا في مدينة صفوى في المنطقة الشرقية.
يخلص تقرير القسط إلى اتساع الفجوة بين الرواية الرسمية والواقع القاسي لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية
يسلط التقرير السنوي للقسط لعام 2023 الضوء على التناقض الصارخ المتزايد بين مشاريع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللامعة التي لا طائل منها من ناحية، وقمع الشعب السعودي من ناحية أخرى.